منتديات قمه الجبل
عزيزٍي زآئرٍ منتديآُت قمه الجبل
نرٍحـب بك بالآبدآع والتميزٍ بين اقلام جآدة تستعد
لنثر كل مآ يفيد بالمعلومآت والموآضيع
الحصرٍيه ويسعدنآ ويشرفنآ انضمآمك الى اسرتنا

منتديات قمه الجبل
عزيزٍي زآئرٍ منتديآُت قمه الجبل
نرٍحـب بك بالآبدآع والتميزٍ بين اقلام جآدة تستعد
لنثر كل مآ يفيد بالمعلومآت والموآضيع
الحصرٍيه ويسعدنآ ويشرفنآ انضمآمك الى اسرتنا




شاطر
 

  الولد القاتل ... قصة بقلمي

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الجزائري أنور


مشرف الحاسبات والكمبيوترات

مشرف الحاسبات والكمبيوترات
معلوماتاضافية
ذكر
السمك
القط
عدد المساهمات : 87
تاريخ التسجيل : 16/04/2012
العمر : 37
العمل/الترفيه : الترفيه

 الولد القاتل ... قصة بقلمي Empty
مُساهمةموضوع: الولد القاتل ... قصة بقلمي    الولد القاتل ... قصة بقلمي I_icon_minitimeالإثنين أبريل 16, 2012 1:45 pm

انبعثَ صوتٌ رخيمٌ من جهاز التلفاز قائلاً: من معي؟
ردت المتصلة قائلةً: الحاجة فوزية!
تستطرد متسائلةُ: هل تسمح لي ببعض من الوقت يا سيدي الشيخ؟
أجاب الشيخ عليها قائلاً: تفضلي قولي ما عندكِ.
تلهثُ قائلةً: أعاني منذ وفاة طليقي قبل شهر مضى من كوابيس رهيبة.
قاطعها الشيخ متعجباً: خيرُ؟!
ترد عليه الحاجة فوزية قائلةً له: يأتيني طليقي تقريباً كل يوم وأنا نائمةً , حيث أجده يصرخ مستنجداً , وحينما أقص ما رأيته على إحدى بناتي , تؤكد أنها قد رأت أبيها أيضاً على هذا الحال.
يتساءل الشيخ قائلاً: ماذا كان يفعل هذا الهالك؟
تجيبه المرأة: لقد كان شحيحاً بالرغم من ثرائه , غليظ القلب , سليط اللسان , لا يرضى بما قسمه الله له.
قاطعها الشيخ ثانيةً قائلاً: أدعوا له بالرحمة والمغفرة.
قاطعته هي الأخرى قائلةً: كيف ندعوا له بالرحمة وقد ظلمنا , وأذاقنا مَرَارَ العَيْش؟ً
قال لها: هل كان سيئاً إلى هذا الحد؟
أجابته قائلةً: أسوأ مما تتصور وهذه قصةٌ يطول شرحها ....

قبل نحو أقل من ربع قرنِ من الزمان يقف الأستاذ عليوة أمام مرآته الضخمة ممسكاً بإحدى خصلات شعره التي تخضبت باللون الأبيض سائلاً نفسه: "لقد داهم الشيب رأسك يا "عليوة" , ولم يأتِ بعد الولد الذي تحلم به منذ سنوات ليرث كل هذا المال الذي جمعته!؟" ويستطرد في تساؤلاته "لماذا أخي الأكبر يُرزق بربع دستة من الذكور , وليس لديه من المال ما ينفق به عليهم؟!" ويسترسل قائلا: "بالرغم من فقره , إلا أن "راضي" استطاع أن يُرَبِّيَ أبناءه الثلاث حتى تخرجوا من الجامعات .... توقفت تساؤلاته برهة من الوقت , قبل أن يستعيدها من جديد سائلاً نفسه: "هل تحقد على أخيك؟!" انتظرَ لحظات قبل أن يجيب على سؤاله ساخراً "وهل يحقد غنيٌ على فقيرٍ؟ أو ناجحٍ على فاشلٍ؟"

كان "عليوة" الذي يعمل في منصب مرموق يدر عليه دخلاً كبيراً قد تزوج قبل أكثر من ربع قرن من "فوزية" التي أنجبت منه ثلاث بنات ... كان خلال هذه الفترة قد شغل منصباً مرموقاً زاد من دخله أضعافاً مضاعفةً , وبدأ في استثمار الفائض من ماله ليدر عليه المزيد والمزيد منه , كان بعدها قد سيطر الطمع على قلبه , وبدأ في الشُح على أسرته بداعي ادخار المال للزمان. لم يكتف عليوة بهذا! فبعد نحو خمسة عشر عاماً بدأ يتململ من أسرته وهو يرى أخيه قد شبَّ أبناؤه الثلاث , وفي المقابل هو لديه الكثير من المال , ولكن ليس لديه ولد ليمنع أخاه من مشاركة وارثيه لتركته. على الرغم من أن "راضي" هو الذي كان يرعاه في صغره وينفق عليه منذ وفاة والدهما , حينما كان هو في العاشرة من عمره و "راضي" في السادسة عشر من عمره. اضطر "راضي" بعدها إلى أن يعمل مبكراً ويترك دراسته من أجل الإنفاق على أمه وأخيه حتى شبَّ "عليوة" وتخرج من الجامعة وبدأ في العمل , هنا فقط قرر "راضي" أن يتزوج خاصة بعد أن لحقت والدته بأبيه إلى الرفيق الأعلى , والتحق "عليوة" بوظيفة بعد تخرجه مباشرة من الجامعة التي تفوق فيها تفوقاً باهراً , وكان هذا التفوق سبباً في بدايته الجيدة مهنياً , كما كان سبباً في تسلل الغرور إلى قلبه وتمكنه من السيطرة على عقله.

اختلط زهو "عليوة" وغروره مع تذكًّره لتوجيهات أخيه الأكبر حينما كان صغيراً , وكيف كان يعنِّفهُ حينما يخطئ لشعوره بالمسؤولية نحو أخيه الأصغر, وكيف كان يوبخه إذا تكاسل , وكيف كان يتعامل معه إذا أهمل في تحصيل دروسه ويحذره من الفشل.
الأمر الذي جعل "عليوة" كلما تذكر هذا , ينظر إلى نفسه في المرآة ساخراً ويقول "فشل؟!" .. وكأنه يحادث أخاه ويقول له "أنظر من منا الفاشل!" ... وسنةً بسنةٍ , يأخذه الغرور , واجتمع في قلبه مع الحقد والحنق والتكبر على أخيه ... بل على كل من حوله , حتى تكبر على "فوزية" التي بدأت حياتها البسيطة معه , وبدأ يشعر دائماً أنه يستحق أفضل منها , فهجرها دون أن ينفق إلا بشحٍ عليها وعلى بناته. ويذهب إلى أخرى قد تنجب له الولد الذي سيحرم أخاه الذي يكرهه ويحقد عليه من تَرِكَتِهِ , وحينما ذهب إلى الأخرى , أنجبت له فتاة , فهجرها لأنه لم يحبها إلا طمعاً في الذكر المُنتَظَر ... ليذهب إلى ثالثة أنجبت هي الأخرى توأماً من البنات ... ليهجرها إلى الرابعة التي تنجب له ابنته السابعة , ليطلِّقها كما طلق الثلاث السابقات دون إعطائهن حقوقهن , وإنفاقه بإجحاف على بنات اللاتي ترعرعن ولا يكفيهن في حياتهن الفتات الذي يلقيه والدهن إليهن.

كان "عليوة" لا يزال محدقاُ في مرآته التي اجتر فيها ذكرياته التي تخطت الخمسون عاماً. كان عندها قد بلغ حقده أَوْجِهِ , وشعر بأن حلمه يُقتل في أن ينجب ولداً , خاصة بعد أن رفضت الكثير من النساء الزواج منه لمعرفتهن بما فعله في زوجاته السابقات وبناتهن. ليخرج "عليوة" من ذكرياته عاقداً العزم على الزواج مرة أخرى علَّها تنجب له الولد , فكان يبحث عن امرأة لا تعرف شيئاً عنه حتى ترضى به زوجاً , وظل يبحث ويبحث ويبحث حتى ....

حتى قابل "آمال" في إحدى رحلات عمله , كانت قد تخطت الأربعون لتوِّها ومطلقة ولديها شابان قد تخطيا لتوهما مراهقتهما. شعر وقتها أنها هي التي ستأتيه بالولد , لذلك طلب منها الزواج , ووافقت هي على الزواج منه. لم يكد يمر عام واحد على زواجهما إلا وقد كان يحمل بين ذراعيه مولوده "عليّ" الذي شبَّ على يدي والده وأمه اللذان يدللانه. كان ينفق عليه ببذخ شديد , لم يرد له طلباً , وكان يسافر إلى الكثير من دول العالم للتنزه بينها ... وحتى حينما كان يرسب , لم يكن "عليوة" يكترث لهذا كثيراً , وكان يتحمَّل هذا من أجل حرمان أخيه أو أولاده من الحصول على جزء من ميراثه.

مرت أكثر من عشرين عاماً على إنجابه "علياً" , كان بعدها قد دبَّ الوهن جسده الذي أصبح يلازم الفراش أكثر أوقات اليوم , في الوقت الذي كان "علياً" فيه على عهده سائراً على درب فشله. وكنتيجةٍ لتدليله , فقد فسدت أخلاقه وأصبح مدمناً سكيراً , لا يقيم لله عبادةً قط. وكان بسوء خلقه يتعاون مع أمه في الغلظة على أبيه وتعنيفه دون أدنى احترام لسنوات عمره التي تخطت السبعون. وكانت "آمال" توبخ زوجها على ما ينفقه على علاجه. كان خلالها "عليوة" يندب حظه على زوجته وابنه , وينظر بحقد وحسد أكبر إلى أخيه "راضي" الذي اقترب من الثمانين , وكيف أن أولاده يبرًّونه هم وأبناءهم.

لم تستمر معاناة "عليوة" طويلاً حتى وافته المنية , تاركاً بناته السبع وزوجته الأخيرة "آمال" وابنه "علياً" مع تركةٍ كبيرة , وسرعان ما تم حصر التركة التي توزعت على بناته وابنه وزوجته "آمال". فرحوا جميعاً بموته , فبناته اللاتي أهملهن ولم ينفق عليهن , كان قد كرهوه وقد جرعتهن أمهاتهن كرههن لأبيهن. و"عليٍ" وأمه قد استراحا منه وحصلا على ما يريداه منه.

كانت الحاجة "فوزية" لا تزال تسترسل في سرد قصة زوجها باختصار , والشيخ يطرق آذانه صاغياً لها. وحينما انتهت , قال لها "سبحان الله"! ليردف قائلاً: "آبَآؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو الوليد المضياني
ابو الوليد المضياني


المدير العام

المدير العام
معلوماتاضافية
رقم العضويه : 1
ذكر
عدد المساهمات : 506
تاريخ التسجيل : 02/08/2011
العمل/الترفيه : طالب ثانوي

 الولد القاتل ... قصة بقلمي Empty
https://abuwalue.yoo7.com
مُساهمةموضوع: رد: الولد القاتل ... قصة بقلمي    الولد القاتل ... قصة بقلمي I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 18, 2012 8:11 am

يعطيك العافيه على المساهمه الرائعه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

الولد القاتل ... قصة بقلمي

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات قمه الجبل  :: قمة المنتديات الادبيه :: قصص واحداث ومواقف واقعيه..:,-